Friday, August 19, 2022

أين ذهبت الذبيحة ؟ نزل إلى الجحيم من قبل الصليب

مقدمة لابد منها:

عدنا و لا إيه؟ و لا إيه

مبدئياً خلينا نتفق التدوينة دي ملهاش أي ثلاثين لازمة و لا أهمية. أهميتها بتُكتسب من أهمية كاتبها، و اللي هو أنا. و بما أنني –زي أي إنسان- ملناش قيمة و على رأي مسلسل نتفلكس "الحب .. الوت .. الروبوتات" إحنا مجرد غازات بريحه وحشة في المجرة، فالتدوينة و صاحبها ملهومش قيمة بالتبعية. ثانياً، أنا ترتكت المجال اللاهوتي بلا أي رجعه و مش ناوي أرجع له، لمليون سبب. لكن أنا بكتب ببساطة لأبني. عشان لما يشوف الخراء الفكري أو بتعبير دكتور مايكل بيرد "الإستمناء العقلي" اللي موجود على الساحة اللاهوتية العربية عموماً و المصرية خصوصاً، يشوف أن فيه بديل في الفضاء الإلكتروني. كلامي لا هو بيفرق في حد و لا عاوزه يفرق في حد. أنا مش مصلح إجتماعي و لا مصلح لاهوتي أنا موظف كحيان (أنت كحيان يا محمد) ساكن في بلد كحيان في قارة أفريقيا الكحيانة، زيي زيي مليارات على خط الفقر و هينزلوا مع كل تعويم للجنبة. ثالثاً: أنا مش لاهوتي و لا معلم، و لا مصدر للعلم و المعرفة. أعتبرني بودكاست لكن مقروء. في وسط ملايين المدونات و المواقع . أنا ببساطة واحد عندي كيبورد و وصلة نت و مدونة ببلاش. عاوز تتعلم لاهوت روح لأي مكان في الكوكب غير المدونة دي. كده أتفقنا على المقدمات.

إمبابة:

سمعت زيي زي ملايين عن حادث كنيسة إمبابة و اللي انتي بوفاة 41 شخص منهم أطفال. و أنا زي ما قلت مش مهتم بايه الكلام اللاهوتي اللي بيتقال وراء كل حادث أو مصيبة. بس المرة دي كانت مؤلمة شوية بشكل شخصي. سمعت في الأول كلام عن "أين ذهبت الذبيحة؟". و عادي قولت يا واد يا عماد طنش خالص ملناش دعوة يا موحي. بس بعد كده سمعت حد بيشاركني بالقصة و بشهادة حد من شهود العيان و كان إختفاء الذبيحة نقطة إعجاب!. المشكلة عندي ظهرت أني زي ما قلت أنا "أب". فهويتي أتغيرت بميلاد أبني. بقى عندي صراعات تانية و إهتمامات ثانية. بس النقطة اللي أنا متأكد منها، أني لو كنت أنا اللي فقدت أبني و جاء حد قال ان الذبيحة أختفت، كنت هسب له الدين قولاً واحداً و بظهر ايدي هديله بالقلم على وشه قلم خدامين و هذكر والده و والدته بأبشع الألفاظ! لأسباب واضحة و لو مش مفهومة أقفل/ أقفلي التدوينة و متضيعوش وقتكم. أنا الجزء اللي جاي هشرح أنا شايف أيه الكارثة المتعلقة بالخطاب اللاهوتي في الكلام ده.

لاهوت المحرقة:

بعد الحرب العالمية الثانية. و تبرير كثير من المسيحيين و اللاهوتيين للعنف و الحرب و خصوصاً العنف و قتل اليهود، حصل تغيير في الفلسفة و اللاهوت و الدراسات الكتابية. بقى فيه نقد لفلسفة الحداثة، و الدراسات الكتابية ركزت على الجانب اليهودي للكتاب المقدس و اللي طلع منها الموجة الثالثة من الفرع المعرفي المعروف "بالبحث عن يسوع التاريخي" و اللي اتسمت بالبحث"البحث الثالث". اللي يهمني أن في اللاهوت ظهر لاهوت أسمه "لاهوت بعد أوشفتز" أو "لاهوت المحرقة". ببساطة اللاهوت ده بيتأمل في المحرقة و أين الله في المحرقة و إزاي فهمنا عن طبيعة الله بعد المحرقة دي –بما إنها من أبشع الحاجات في الحضارة الغربية- و إزاي الصليب يساعدنا على التعامل مع الآلم و إحتجاب الله في الكوارث. ممكن نقول اللي جه بعده كلام عن أن "الله المتألم" أو تحديداً إختبار الله للألم في طبيعته الإلهية زي عند اللاهوتي البروستانتي مولتمان مثلاً (طبعاً ده تلخيص مخل للموضوع بس عشان نبقا مع بعض على نفس الصفحة). المهم، سؤال من الأسئلة اللي بتتسأل هو "أين الله في أوشفتر"، كانت إجابته "إنه مُعلق". فالعالم شاف مع الأزمة دي أن الله في تماهي/ اتحاد مع البشر في المحرقة (كلمة "أوشفتز" هو واحد من المعسكرات النازية و كلمة "المحرقة" عشان فيه 6 مليون يهودي اتحرقوا). فالله في التصور المسيحي بيتحد مع البشر في الهم و العيشة الهباب و الأوجاع. ده خلاني أتأمل، هل الله هيسيب أطفال صغيرين، بإبتسامة رقيقة، بأحلام كبيرة، بعيون مليانة شغف و حب و خيال، بمشاعر واضحة مفبهاش تجميل أو نفاق، بمشاكل تبان لينا ككبار هبلة و عبيطة و يهرب و يختفي؟! هو السؤال عن إحتجاب الله وقت الألم و الكوارث و عدم تدخله معقد بما فيه الكفاية –على الأقل ليا شخصيا- بس هل حتى تجليه و حضوره في الإفخارستيا هيهرب عشان يحافظ على نفسه؟! إجابتي و إيماني: حاشا!!

أيوة إله المسيحية ضعيف!

هل يسوع هرب من على الصليب؟ طيب لو كان مهربش و إحنا مؤمنين إنه حاضر في اإفخارستيا. هل نفس الشخص هيهرب لما تيجي شوية نار عشان خايف على نفسه! لو اللي حاضر على المائدة هو عمانوئيل، هو نفسه اللي اتصلب من 2000 سنة، نفس الشخص نفس الطبييعة الإلهية المتجسدة لله الكلمة. نفس الشخص يسوع الناصري. يبقى إستحالة يهرب. يسوع بتعبير ميليتيوس أسقف ساردس "ذبح الموت" و بتعبير الكنيسة القبطية "أبطل الموت و أهانه".و بتعبير لحن اومونوجينيس "قدوس القوى الذى اظهر بالضعف ما هو اعظم من القوة". أيوة إله المسيحية بمنطق القوى و الرسامالية و السلطة اللي في عاملنا ضعيف! هو بيعيد تعريف معنى القوة بطريقة مختلفة. القوة عنده في البذل. القوة عنده أنه يكون كبش فداء و ذبيحة مش شخص بيذبح. بلغة الأنثروبولوجيست رينيه جيرار هو بيبقى كبش فدى عشان يقضى على نظام العنف اللي موجود فينا. و فيه جانب ثاني و هو أن يسوع مش بس بيعيد تعريف القوة لكن بيعيد تعريف الرجولة/ الذكورة و اللي بتشمل فيها القوة و السلطة. في داسة لدكتور بريتاني ويلسون بتتكلم أن يسوع أزاي مكنتش ينفع يتحط في الإطار بتاع الذكورة في القرن الأول في الثفافة اليونانية- الرومانية. يعني كان راجل مش كامل الفحولة بلغة القرن الأول. يعني الراجل في القرن الأول كان عنيف، و متسلط و مش كاريزماتي و يسوع عكس كل الصفات دي. د. بريتاني بتوصل للإستنتاج أن يسوع بيعطل مفاهيمنا المُسبقة بخصوص مفاهيم زي الذكورة. فببساطة يسوع بيعيد تعريف كل حاجة متعلقة بالقوة، السلطة و الذكورة.

نزول المسيح للجحيم:

عنصر مهم من عناصر قانون الإيمان هو أن يسوع نزل للجحيم عشان يحرر الأبرار من قبضة الشيطان. و كأن فيه حرب كونية بين الله و الشيطان/ الشر. الله بينزل لمكان الأزمة و يبهدله و يكسره و يخرج البشر الأسرى. كأنه مشهد هوليوودي رومانسي اللي فيه البطل بيكسر السجن و يحرر المحبوبة (طبعاً آسف لو فيه تنميط جنسي ذكوري في التشبيه). أثناسيوس له تعبير –من الذاكرة- أن المسيح ترك الجحيم مهلهلاً. ببساطة يسوع كسر السجن و حرر البشر. بس نزل للسجن الأول، نزل لمكان الأزمة. مسبش البشر تحت. تجسد و أخذ طبيعة بشرية كاملة عشان يخلص الطبيعة البشرية كلها. نزل للجحيم عشان يحرر الأرواح، و وعد أن فيه قيامة من الموت عشان كمان الجسد يتحرر. ببساطة التصورالمسيحي مش بيسمح لتصور أن الله يسيبنا و يهرب عشان يحافظ على الذبيحة!

الحديث عن الله:

"الإنسان هو ما يأكل"

Rubish in .. Rubish out

اللي فارق معايا مش أنت مؤمن بإيه و مش مؤمن بإيه. كل واحد حرن اللي عاوز يصدق بالأطباق الطائرة (مثلي كده) أهلا بيكم. لكن ببساطة الدين إطار للتفكير. لو أنت قدام كارثة و موت، و كل اللي بتفكر فيه هو إزاي ربنا يحفظ نفسه، يبقى فيه مشكلة من وجهة نظري. اللي أنا فهمه من المسيحية أن الله في المسيحية بيعطي لك الوسيلة اللي تتخانق معاه، بيقول قولي "إلهي إلهي لماذا تركتني"، قول له "إلى متى يا رب تنساني إل الإنقضاء ... حتى متى تحجب وجهك عني"، و هو نفسه اللي بيقولك لك تقوله "الرب راعي فلا يعوزني شيء". فهمي الشخصي للتصور المسيحي أنه بيخليك تبقى سوي، تضايق و تتخانق مع الله و في عمق القرف اللي بنعيشة نقوله أنا واثق فيك. لو فيه طفل مات قدامك و أنت بدل لما تعيط و تثور على الله و الحياة و تضايق و تسكت شوية و كل المشاعر اللي طبيعي تحسها يبقى غيه مشكلة. لو هدفك تطلع عقيدك سليمة، يبقى فيه مشكلة. الإنسان لو بياكل أكل صحي هيبقى في صحة كويسة لو بياكل زباله هيتحول لمقلب زباله (اللي شغال في تحليل البيانات أكيد عارف الجملة دي). لو الحديث بتاعك مش عارف يخرج من تبرير معتقدك يبقى هنيئاً لك، هتتحول لمسخ قريب.

أخيراً حتى لو شهد شاهداً:

السؤال بقى هل فيه شاهد عيان قال أنه شاف الذبيحة بتطلع فوق للسماء او بتختفي هصدقه؟ قولاً واحداً لا! لا! لا! الله مش محتاج يعمل كده، مفيش حاجة بتقول أنه يعمل كده. هو طريقته بيعالج المشكلة مش بيهرب منها. هو لما كان في بطن العذراء كان حوليه دم و ده كان في البيئة بتاعته نجاسة و هو متنجسش. السيدة اللي كان عندها نزيف دم، منجستش المسيح لكن أخذت منه قوة. على الصليب المسيح مبقاش نجس هو أعطى الخشبة قوة حياة. المسيح لما اتجسد و أخذ جسد و روح عشان يحررنا، هو حررنا و إحنا إتقدسنا به و فيه. أخيراً، الأيمان يببساطة عكس العيان. محدش مؤمن بالشمس، أنت شايفها. لو الإفخارستيا تحت المكرسكوب بتبقى لحم و بتختفي في الكوارث فين الأيمان في الموضوع. فين مغامرة الإيمان!

الذبيحة راحت فين؟! بميل إنها في الأغلب اتحرقت. هل الذبيحة النار أكلتها؟! في الأغلب! الأكيد هو أن يسوع المسيح الملك فضل مع الضحايا لأنهم حته منه.

حابب انهي بصلاة شخص متشكك.

عزيزي الناصري، كيف حالك؟ لم أعد أكتب إليك شيئاً مجدداً. عزيزي، أريدك أن تعلم أن السأم و الملل يقتل الحب. العوز و الإحتياج يقتل الحب. الظلم و القهر يقتل الحب. نعم أتحدث عن مشاعري تجاهك! فأعذرني على كفري و إلحادي. لقد سأمت صمتك، سأمت البشر الذين خُلقوا على صورتك. أريد أن اشاركك بقصة شاهدتها على إحدى المنصات تُدعى نتفلكس. هذا المسلسل هو يقع في فئة تُدعى "بالأنمي". الصراع كان بين آدم و زيوس. زيوس كما تعلم هو إله الآلهة و رب الأرباب، أما آدم فهو رأس الخطيئة و المعصية. زيوس يمتلك قوة الإله، أما آدم فكان يمتلك قوة سحرية. كانت الحلبة مُعدة ليكون الصراع بين آدم و زيوس، و كلما حاول زيوس أن يضرب آدم كان آدم يتفادى ضربته بل و يضربه بنفس القوة تلك. هل تعلم لماذا؟! كما قلت لك آدم عنده قوة سحرية تُدعى الصورة و المثل، فهو يقلدك في كل شيء.! آسف، أعذني فهذا خطأ في الكتابة. أقصد آدم يقلد زيوس في  كل شئء. كان آدم غاضباً من زيوس لأنه صدق الحية و طرده من الجنة. لا أستطيع أن أكشف لك نهاية المعركة، و لكنني أدعوك لتشاهدها معي في حالة أن وقتك يسمح. و لكن طول الصراع بين آدم و زيوس كنت أرى في عيني آدم الغضب و السأم منك، أعذرني مجدداً يبدو أنني لما أنم البارحة جيداً. اقصد السأم من زيوس. أنا أيضاً يا سيد أشعر بتلك المشاعر عينها. أليس أن من خلق البشر؟! أليس أنت من دعوتهم لتأسيس الملكوت؟! أليس أنت من راهن عليهم بكل ما يملك؟! لكن كان رهاناً فاشلاً يا عزيزي. فشل رهانك في و في غيري. و ها نحن نلهث لنعيش، نجري صباحاً و مساءً لنقتات الفتات. لا يوجد معنى و لا يوجد هدف. على الرغم من ذلك كله، أريد يا سيد أن أعبر عن أمتناني لك. أنا ممتن لأنك لم تهرب من على الصليب، ممتن لأنك قبلت سخرية عائلتك، قبلت سخرية المجتمع. أثق أنك لم تهرب في حادث إمبابة و لا أي كارثة بشرية أخرى. أؤمن أنك تبغض النهايات السوداء. أعرف أنك مالئ الكل و يزداد حضورك شدة في أماكن الضيق و الآلم. و لكن يبدو أنك من وضعت قواعد اللعبة، و يبدو أن القاعدة الأساسية هي أن الوجود محنة و صليب. و يجب أن نحمله في جميع الأحول. أطلب منك أن تقلل من وطأته على من خارت قواه. فعلى الرغم من أننا مشروع فاشل، إلا أننا مشروع يستحق بقليل من الرفق يا سيد.




Tuesday, March 20, 2018

نعم للدين في السياسة!! الإنتخابات، بارمن و كايروس ... مدخل صغير جداً للاهوت السياسي

من أولها عشان نكون متفقين
لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة ... محمد أنور السادات
طبعاً كلنا عارفين المقولة الشهيرة بتاع "لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة"، في التدوينة دي هحاول أقول ليه الجملة دي غلط أو على الأقل الجزء الثاني غلط. و عشان نبتدي من أرضية واحدة، أنا ضد إن الكنيسة/ بطريرك/ أسقف/ كاهن تؤيد أو يؤيد بشكل رسمي أو غير رسمي مرشح سياسي أو حزب. أنا ضد إن الكنيسة/ بطريرك/ أسقف/ كاهن تلمح أو يلمح لمرشح أو حزب بشكل مباشر أو غير مباشر زي ما حصل في وقت الإنتخابات لما إتقال "أنا الرب شفيق". أنا ضد الحكم الديني جداً جداً، خصوصاً لو عن طريق الدين المسيحي. أنا ضد إن أي حد يقول/ تقول إن المرشح فلان جاي للمنصب من الله أو إن ده إختيار إلهي. في التدوينة دي اللي بحاول أوصله هو دور المسيحي في العمل السياسي، ببساطة المسيحي اللي داخل يرشح فلان إزاي يكون مسيحي أمين لما يؤمن به و هو بيرشح فلان. هدفي أنتقد الإزدواجية في رؤيتنا لجوانب الحياة السياسية، الإقتصادية و الإجتماعية إنها في جانب و الإيمان المسيحي في جانب ثاني. حابب أركز على كذا نقطة، أولاً: أنا مش بقول إن فيه إختيار سياسي يشكل المسيحية بكل جوانبها، إحنا مش بنختار قديسيين للبرلمان/ رئاسة، ثانياً: أنا بقر إن إختياراتي السياسية ممكن تكون غلط، لكن على الأقل لازم يكون إختيارتنا متسقة مع ما نؤمن به، متسقة مع منظومة تفكيرنا مش معصومة، ثالثاً: الأهم من الإختيار هو نوعية المنطق اللي بيقود للإختيار المعين، مش مهم تختار مين، لكن الأهم ليه إخترت فلان. في التدوينة دي هعرض تجربتين مسيحيتين بيتكلموا عن موقف كنائس مسيحية في قضايا سياسية، التجربتين مختلفين خالص عن الواقع المصري، لكن ملهمين و يساعدونا كمسيحيين إزاي نتصرف في واقعنا. طبعاً مش محتاج أقول التجارب مش حلوة بشكل مطلق و لا وحشة في المطلق، دي محاولات بنتعلم منها و بنشوف إزاي اللاهوت يقدر يتفاعل مع السياسية و نحللها و ننقدها. طبعاً مينفعش إننا نكرر التجارب دي زي ما هي و ننقلها قص و لزق على واقعنا، لإن التجارب دي سياقها أصلاً مختلف خالص عن السياق المصري، التجربة الأولى في دولة تحت الإحتلال و الثانية في دول غالبية سكانها مسيحيين. التدوينة دي مش هدفها تكون حاجة نظرية فقط و لا سرد معلومات، على العكس هدفها توضح إزاي إن المسيحية تقدر تقدم حاجة حقيقة و مختلفة للعالم الحالي، مش إجابات و لكن مسار أو طريق لتحقيق ملكوت الله على الأرض 

Friday, January 5, 2018

الباتمان_يقرأ: كتاب الرحابة الإلهية، لاهوت الآخر في المسيحية و الإسلام، فادي ضو و نايلا طبّارة، ٢٤٧ صفحة

عرض للكتاب

أولاً يعني إيه "رحابة إلهية"؟ يعني الكرم الإلهي، أو الضيافة الإلهية. الكتاب تأليف الأب فادي ضو الكاهن الماروني [مسيحي] و هو أستاذ جامعي في اللاهوت و الدكتورة نايلا طبارة استاذة جامعية في علوم الإسلاميات [مسلمة]، الكتاب عبارة عن ستة فصول و خاتمتين. حابب أوضح إني هلخص بس أفكار الفصول اللي خاصة بالمسيحية فقط، و مش هعلق الفصول الخاصة بالإسلام لأني مش متخصص في الإسلاميات، والحاجة الثانية أنا مش هعرف الخص

Tuesday, April 25, 2017

هل المسيحية كئيبة؟ الشهادة، ملكوت الله، قيامة يسوع و القليل من الأبطال الخارقين ... مدخل صغير جداً لعقيدة تأليه الإنسان

التدوينة دي تعليق على بعض الأفكار اللاهوتية اللي بتتردد بعد كل حدث طائفي ضد المسيحيين، و محاوله لرسم صورة مسيحية سوية عن الشهادة و الدعوة المسيحية، و مدخل لعقيدة منسية عندنا كمسيحيين

الأناجيل  و سيرة القديسيين ... بعض الأفكار المغلوطة
"يا بختهم"، "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" ... إلخ
المارتيريا أو الشهادة في العهد الجديد معناها "شاهد عيان". العهد الجديد بيتكلم عن كذا نوع للشهاده طبعا النوع الأول و الأكثر شهرة هو الشهادة ليسوع و اللي ممكن تجيب للناس الطرد و السجن و الإضطهاد النفسي و الجسدي و ممكن القتل من أقرب الناس. لكن النوع ده دي نتيجة مش غاية و فيه فرق كبير بين الاثنين، زي مثلاً لما أقول لمراتي إني بحبها و حابب أعيش معاها في شركه لغاية آخر يوم في عمري و لو اتحطيت بين إختيارين الحياة بعيد عنها أو الموت هختار الموت لأن البعد عنها أسوأ من الموت!. هنا الموت هدفه حب و بيجي زي ما قلت نتيجة مش غاية في حد ذاته. النوع الثاني من الشهادة هو التمثل أو التشبه بيسوع (محاكاة يسوع). ده معناه أننا نمشي خطواته، و ق. بولس إتكلم عن التشبه بالمسيح و حتى كتاب سير الشهداء كان عندهم نفس المبدأ في إسلوب كتابتهم لسير الشهداء. و ده بنلاقيه في سيرة الشهيد بوليكاربوس، اللي لو حد قرأ سيرته هيلاقي أنه قصته تشبه قصة القبض على يسوع و كأن كاتب سيرته بيقول ق.  بوليكاربوس ماشي في نفس المسار بتاع يسوع اللي هو المثال الحقيقي و النمط اللي المفروض نمشي عليه كلنا. و هنا نيجي لنقطة مهمة شكلت تفكيرنا، سيرة أي قديس كانت بتتكتب عشان تشجيع المؤمنين في الأساس، فمثلاً هنلاقي في سيرة ق. بوليكاربوس الوالي بيقول له "أنا عندي وحوش" و القديس بيرد عليه "جيبهم!"، طبعا القديس أكيد قال كده لأنه فعلا في الآخر إستشهد على اسم يسوع، و قال جملته المشهورة "٨٦ سنة بخدم المسيح و معمليش غير كل ما هو صالح، إزاي أجدف على ملكي و مخلصي!"، لكن كاتب السيرة مبيجبش سيره خوف القديس خالص. و هنا نيجي بقى للفرق بين الأناجيل و سير القديسين، الأناجيل هدفها مش مجرد تشجيع المسيحي على الإستشهاد، لكن الهدف منها تنقل صورة حقيقية و واقعية ليسوع المسيح، الإله المتجسد عشان نقدر نتمثل به و نقلده، و بنلاقي فيها يسوع خايف و بيبكي و عرقه نزل دم لكنه بيتغلب على ده بالصلاة و التمسك و الثقة بالله الآب للنهاية، و ده برضو بيعلمنا إن الخوف عموماً و من الموت تحديداً مش خطية دي مشاعر إنسانية "غير شريرة" (حسب تعبير آباء كنيسة الإسكندرية)، ق. بوليكاربوس أكيد إختبر الخوف لأنه داخل على وحوش و أكيد قدر يتغلب عليه بقوة يسوع القائم من الموت، لكن كاتب سيرته ذكر الخلاصة عشان يشجع المسيحيين على الإستشهاد. فلو حطينا التفرقة دي قدام عينين، هنفهم إن جمل زي  "١٥ مليون شهيد تحت الطلب" جمل عنتريه مش حقيقية، الموت مش طبيعي و طبيعي نخاف. فيه نوعية ثانية من الجمل، لكنها مُعثره جدا هي "يا بختهم!"، خصوصا لو متقاله من على منبر أو حد بيكتب على السوشيال ميديا، تخيل كده حد له طفل متوفي و أنت داخل تقوله مبروك! يا بخته!، حتى ق. بولس بيتكلم عن مشاركة المشاعر سواء الفرح أو الحزن. الموت في المسيحية قبح حقيقي، القداس بيقوله دخل بحسد إبليس، الموت مرض مش حاجة طبيعية يعني، المسيحية بتقدم العلاج، العلاج هو الإيمان بقيامة يسوع و هي اللي بتدينا رجاء في قيامتنا إحنا، يسوع القائم من الموت هو الطبيب الحقيقي و الجمال الحقيقي، المسيحية مش بتنكر أن المرض ده مؤلم جداً، فطبيعي إننا نضايق و نزعل لما حد يموت لكن الفكرة أن المسيحية بتقول أن فيه رجاء عشان "يسوع قام"، الكلمة الأخيرة هي للحياة

Wednesday, January 4, 2017

الله تجسد: يسوع أخونا، عائلة الله، ملكوت الله و البيئة (لمحات عن التجسد الإلهي 2)؟!

من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا اليوم؟ ... اللاهوتي الألماني اللوثري ديتريتش بنهوفر
في السنين الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، كتب بنهوفر سؤال مهم أوي، كتب كده "من هو يسوع المسيح بالنسبة لنا اليوم؟"، أنا استخدمت الأقتباس ده قبل كده في تدوينة قديمة، لكن لأهمية السؤال هستخدمه ثاني لأننا مُطالبن نجاوبه، أنا حاولت في تدوينة قديمة أجاوب عليه من خلال التجسد الإلهي*، هحاول أنهاردة في التدوينة دي أكمل على التدوينة اللي فاتت

(يسوع مش سوبرمان (يسوع أخونا

واحد من اثنين. لاهوت قدوس. بغير فساد مساوٍ للآب... و ناسوت طاهر... مساوٍ لنا كالتدبير ... ثيؤطوكية يوم الأحد
أنا أيضاً الصديق، العضو، الرأس، الأخ، الأخت، الأم. أنا الكل. أنا أنت فلا تكن سوى صديقي. لقد صرت فقيراً من أجلك، متسولاً من أجلك، لقد صلبت من أجلك، دفنت من أجلك، و في السماء أتوسل إلى الآب من أجلك ... بقلم ق. يوحنا ذهبي الفم على لسان رب المجد يسوع
هذا إذن هو رفيقنا في الصقيع و النار: الرب يسوع الذي أخذ جسداً من العذراء، الواحد من الثالوث و هو واحد منا في نفس الوقت، إلهنا و مع ذلك فهو أخونا الأب كاليستوس وير

Monday, October 10, 2016

المسيح عملنا ايه لامؤاخذه؟! نظره سريعة على مداخل الفداء المختلفة

على حبك عندي 100 إثبات ... عمرو دياب
المسيحية بتقول أن الله بيحبنا، و بذل ابنه عشاننا، لكن هو يسوع المسيح عملنا ايه بالظبط؟!، المسيحية بتسمي عمل المسيح كله أنه سر، بالبلدي "السر" حسب ق. أغسطينوس هو حاجة مش هنبطل نفهمها، يعني كل شويه نبص عليها نلاقي حاجة جديدة، لو فيه علاقة حب بين اثنين حيحسوا الكلام ده، كل شويه بنكتشف حاجة جميلة و مبهرة في بعض، الحب سر. في التدوينة دي ححاول أعرض في إيجاز شديد أهم المداخل المختلفة لشرح عمل يسوع المسيح الخلاصي ، أنا بعتذر مبدئياً عن أي تقصير في التعبير عن أي وجهة نظر (خصوصاً البدلية العقابية) ، أنا بحاول الخص نظريات كثير في 4 صفحات بس، أنا مدرك مدى ضخامة الموضوع لأني حالياً بقرأ في كتاب من 600 صفحة عن الموضوع ده، هحاول أقول إزاي كل مدخل يقدر يفيدك انت كإنسان مسيحي، و ايه أهمية أنك تعرف فلان قال كذا و علان قال كذا، في الآخر هحاول أجمع النظريات دي في منظومة واحدة بتعبر عن إيمان كنيستي القبطية الأرثوذكسية، و أخيراً هحط صوره تعبر عن الفكرة، و أعتقد ممكن تخلى مخنا يفكر في حجات كثير. 

المسيح بيجمع الكل فيه و معاه
لمتنا تحلى مع بعض أحلى و الأحلى فيها أننا كاملين  ... فرقة مدفعجية إعلان فودافون
أكثر حد عبر عن المدخل ده هو ق. ايريناؤس، المدخل ده بيخلينا نركز أكثر على حياة يسوع المسيح على الأرض، و بيقارن بين آدم الأول و آدم الثاني يسوع المسيح، آدم الأول هو من جاء بالفساد، الموت، الآلم، للكون كله مش بس البشر، المسيح بإعتباره "آدم الثاني" بيمحي عصيان آدم الأول، يسوع المسيح بيطيع الله الآب حتى الموت، و بالطاعة دي بيقدس كل مراحل الحياة البشرية، و يخلي البشرية تقول من خلاله لله الآب"نعم"، و بكده فهو يجمع البشرية فيه، و من خلال الإنجماع ده بيتكون جسده اللي هو الكنيسة. المدخل ده يفرق معاك في ايه؟ أولاً: المدخل ده بيساعدنا على إدراك أهمية حياة يسوع ككل و عمله "قبل" الصلب، فقبل الصلب كان يسوع بيتجه تجاه الله الآب، و بيطيع حتى الموت، في يسوع البشرية و لأول مرة بتقول "نعم" حقيقية لله الآب، ثانياً: بتدي مفهوم كياني للوحده مع المسيح، فهي مش وحده خارجية و لكنها كيانية، و بكده تُعطي أهمية لكل شخص عشان كل إنسان مدعو أن يُكون جسد المسيح مع أخوته، فالكنيسة تتكون بكل واحد منا، و كأن المسيح بقولنا " لمتنا تحلى مع بعض أحلى "، ثالثاً: بتوضح إزاي الممارسات اللي بتم في الكنيسة، في الكنيسة إحنا بنُدفن مع المسيح في جرن المعمودية، و بنقوم معاه، و بنلبس المسيح ذاته، فالكنيسة بتعلمنا أننا المفروض نشترك "مع" و "ب" و "في" مصير المسيح. 

المسيح الفارس المنتصر
بيين: "إذا لقد عدت لتموت مع مدينتك؟"، باتمان: "لا، جئت لأمنعك!!" فيلم
The Dark Knight rises

Wednesday, June 8, 2016

العنصرة: المحبة، العدل و العنف، أحمد زكي و اللاهوت الأخلاقي...مدخل صغير جداً للاهوت الأخلاقي

مينا ماجد و عماد عاطف 
كان في واد اسمة الشاطر عمرو .. و كمان كان في جدو بشنبات  في معاد الاكل بأمر سي عمرو .. جدو يقعد يحكي حكايات ..كات
و للاسف مات جدو اللي "بشنبات" وعمرو زيه زي معظم الاطفال غلباوي و بنص لسان و زي ما بتقول وردة، فمصر بقيت عاملة زي الشاطر عمرو حافظه شويه حجات و اكيد اللي هتحفظة هتردده -من خلال افعالها- من غير ما تراجعه ولا تفكر فيه
ان العنف كثيرا ما يستخدمنا حين نظن اننا المستخدمون له و يسخرنا لانتصار الموت في حين اننا كنا نود تسخيره لانتصار الحياة ... كوستى بندلي
العنف و الظلم اصبحوا في مجتمعنا هم المنهج اللي هيتذاكر عشان الامتحان و في ناس بتفكر ان العنف هو الحل لانتصار الحياة فنقهر المختلفين معانا عشان نعلمهم درس أنهم يبطلوا إختلاف، و ده قاله محلل نفسي بريطاني شهير اسمه ارنست جونس "عن تحول العنف المتخذ في الاصل وسيله لبلوغ غايه "شريفه" الي غاية بحد ذاتة" و تتحول إلى شهوة تدمير فالموضوع بيتجول من توقيف المختلف إلى إننا نمحيه من على وش الأرض!! فطبيعي جدا اننا نلاقي بعض الاشخاص بيتحرشون بالبنات في المواصلات العامة و يقتلون الاقليه من الشيعة، و يهجرون الاقليه من المسيحين و يسحلون سيده عارية في الشارع، عشان يكونوا التلميذ الشاطر، مبروك علينا الشطارة 
آمن بها و دافعت عنها ... أحمد زكي، فيلم ضد الحكومة
أحمد زكي لما كان بيقول في الفيلم أنه آمن بأفكار معينه و دافع عنها، احنا حنحاول نعرض بعض جوانب اللاهوت المسيحي الأخلاقي، و الأساس اللي حنبني عليه هو حقيقة أن روح الله ساكن في الكنيسة و المؤمنين و هو اللي بيقود و بيرشد